تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بين البرامج الاجتماعية في «روح الاتحاد»، والتكنولوجية في «الذكاء الاصطناعي»، وحالياً الثقافية في برنامج «أبوظبي تترجم» الذي يعرض على شاشة قناة «الإمارات»، تنقلت الإعلامية أميرة محمد بين تقديم البرامج المتنوعة، متسلحة بعلمها ودراستها في الصحافة، وماجستير العلوم الدبلوماسية والأمنية، وبعد تخرجها وجدت «أبوظبي للإعلام» منصتها الإعلامية لإظهار إبداعاتها عبر الشاشة الصغيرة، من خلال برامجها الهادفة التقدم كل ما هو مفيد للمجتمع، وتؤدي رسالتها في نشر الوعي والمعرفة.
وعن تجربتها في برنامج «أبوظبي تترجم» قالت: «منذ بداية دخولي مجال الإعلام، قررت السعي وراء تقديم كل ما هو مفيد للمجتمع، وأن أميز نفسي بتأدية رسالتي في نشر الوعي والمعرفة، وأتوجه من خلال مجال الإعلام إلى المجتمعات العربية والخليجية بكل ما هو له فائدة ثقافية ومعلوماتية، لتوسيع الآفاق ومعرفة كل ما هو جديد على الساحة الأدبية العربية».
وتابعت: «سعدت كثيراً بترشيحي من قبل «أبوظبي للإعلام» على تقديم هذا البرنامج الذي تطلب مني جهداً كبيراً في البحث والقراءة، وتحمست كثيراً لتقديمه بعد أن عرضت علي الفكرة، حيث كان فرصة ذهبية بالنسبة لي للتعمق بشكل أكبر في عالم الترجمة والمترجمين، فحقاً أنني أخذت دورة تدريبية تثقيفية في «أبوظبي تترجم».
دور فعال
وحول إذا كانت وجدت صعوبة في التنقل بين البرامج الاجتماعية المنوعة والتكنولوجية إلى الثقافية، أوضحت أن هذا الأمر لم يمثل لها أي صعوبة، بحكم أن دراستها ساعدتها في ذلك، فإلى جانب حصلوها على شهادة بكالوريوس في الصحافة، حصلت على شهادة دراسات شرق أوسطية من الجامعة الأميركية في دبي، وماجستير في العلوم الدبلوماسية والأمنية، وخلال دراستها تعرفت إلى الكثير عن الحضارة الإسلامية والعصر الذهبي لهذه الحضارة، التي كان للترجمة آنذاك دوراً كبيراً وفاعلاً في المجتمع.
وأوضحت أميرة أنها من خلال 7 حلقات قدمتها حتى الآن من بين 15 حلقة، حصلت على ردود أفعال إيجابية على مواقع التواصل، وبالتحديد من الفئة المتعطشة لهذا النوع من البرامج الثقافية الخاصة بالكتب والترجمة، وتقصد هنا ترجمة الفكر والعقول والعلوم والآداب من الشعوب الأخرى.
محتوى هادف
ولفتت إلى أن أهم ما يميز «أبوظبي تترجم»، أنه برنامج ثقافي أسبوعي يعتبر الأول من نوعه عربياً بتسليطه الضوء على عالم الترجمة، وما فيه من حقائق حول القطاع والمترجمين، وذلك في إطار تركيزه على المواضيع الثقافية والمحتوى الهادف والمتنوع الذي يرقى لتطلعات واهتمامات المتابعين في المنطقة، إذ يناقش أبرز قضايا الترجمة، ويستعرض أهم المترجمين، ومجموعة من الموضوعات المهمة، مثل واقع الترجمة في العالم العربي، وتاريخ الترجمة عند العرب والغرب، وترجمة أدب الطفل من حيث الشكل والمضمون، ومشروعات الترجمة حول العالم، ومعايير اختيار النصوص، كما يسلط الضوء على أهمية المترجم بوصفه رسول الثقافات بين المجتمعات، كما يعرض أمثلة عن أهم المترجمين حول العالم الذين كان لهم دور كبير في تطور المجتمعات.
ثقافة وأدب
كما أشارت إلى أنها استفادت الكثير من المعلومات الثقافية والأدبية خصوصاً حول عالم الترجمة، لاسيما أن البرنامج يطرح قضايا عدة حول الكتب الممنوعة والسبب من وراء ذلك، والترجمة الآلية ومستقبلها، إلى جانب مواضيع متخصصة، مثل ترجمة الشعر والسياسة والإيديولوجية والكتب الدينية، وعرض حقائق عن اللغة بالخصائص اللغوية لكل لغة كالنحو والصرف، حيث إن كل لغة لها خصائصها الثقافية المتفردة بها ومبادئها التي غالباً يستحيل فيها التواصل بين الثقافات من دون وجود اختصاصي اللغة مثل المترجمين.
ووجهت أميرة شكرها لكل العاملين في هذا البرنامج الذين قدموا كل ما لديهم من طاقة لكي يظهر بهذه الصورة المشرفة، خصوصاً معد وباحث البرنامج طارق الراشد، الذي بذل جهداً كبيراً في البحث والإعداد لـ«أبوظبي تترجم»، وتتطلع أميرة في المستقبل أن تقدم النوعية نفسها من البرامج الهادفة التي توسع الآفاق، وتتماشى مع استراتيجية ورؤية الإمارات.
ناقد ومفكر
عبرت أميرة محمد عن سعادتها لاستضافة الدكتور سعد البازعي، الناقد والمفكر وأستاذ آداب اللغة الإنجليزية، كل أسبوع في حلقات «أبوظبي تترجم»، حيث استفادت الكثير من خبرته، خصوصاً أنه يناقش ضمن فقرة خاصة مجموعة من القضايا المهمة في هذا المجال، مستعرضاً أقوال حكماء عن الترجمة، ونصوصاً أدبية شعرية، وطرائف الترجمة السياسية منها والعلمية والدينية.
تاريخ الترجمة
أوضح عبد الرحمن عوض الحارثي، المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في أبوظبي للإعلام، أن إطلاق «أبوظبي تترجم» يؤكد الحرص المستمر في «أبوظبي للإعلام» على توفير البرامج الهادفة التي تساهم في إثراء المشهد الثقافي العربي، بميادين الأدب والفن والشعر والفكر، مشيراً إلى أن البرنامج يسلط الضوء على المكانة الريادية التي جعلت من الكلمة بطاقة عبور لأبنائنا وأجيالنا لفهم الآخر على مر العصور، وبالتالي الاستفادة من تبادل الثقافات والأدبيات التاريخية والمعاصرة، فهي خطوة تجعل من البرنامج إضافة نوعية، تتمثل في بناء موسوعة تلفزيونية شاملة، تساهم في تعريف الجمهور العربي بتاريخ الترجمة، وواقعها في الوطن العربي، فضلاً عن الممارسات التي تحتفي بلغات الشعوب.